
عقد معالي الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، لقاءً مع أعضاء الجالية المصرية في سلطنة عمان، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى السلطنة لإجراء مشاورات سياسية تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.
اللقاء مع الجالية المصرية
جاء هذا اللقاء في إطار جهود وزارة الخارجية لتعزيز التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج والاستماع إلى مقترحاتهم وتطلعاتهم، إضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجههم. وأشاد معالي الوزير بالعلاقات التاريخية العميقة التي تجمع بين مصر وسلطنة عمان، والتي تعززت من خلال الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين. وأكد أن الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطنة، والتي تلتها زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى مصر، أسهمت في تحقيق طفرة في التعاون بين البلدين، حيث شهدت زيادة حجم التبادل التجاري بنسبة 30%.
رغم ذلك، أكد الوزير أن هناك طموحات لمضاعفة هذا الحجم لتحقيق مستويات أكثر تطورًا من التعاون التجاري والاقتصادي.
دور الجالية المصرية
أثنى معالي الوزير على الدور الإيجابي للجالية المصرية في سلطنة عمان، حيث تسهم في دعم العلاقات الثنائية ونقل صورة إيجابية عن مصر. كما أكد على تقدير الجانب العماني للمساهمة الفعالة للجالية المصرية في عملية التحديث التي تشهدها السلطنة. وأشار إلى أن الجهود الحالية تهدف إلى توقيع اتفاقية جديدة لتنظيم العمالة الماهرة، مما يعكس حرص البلدين على تعزيز التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات.
كما أعرب معالي الوزير عن إعجابه بالدور الذي يقوم به نادي الجالية المصرية في سلطنة عمان، حيث يعتبر منصة مهمة لتعزيز الترابط بين أفراد الجالية. وأشاد بأنشطة النادي المتنوعة التي تسهم في تعزيز روح الوحدة والتضامن بين أبناء الجالية، مشيرًا إلى تكاتف النادي مع السفارة المصرية لتنظيم فعاليات وخدمات تخدم المجتمع المصري في السلطنة، مما يعكس صورة مشرقة عن مصر ويعزز الروابط بين الجالية ووطنها الأم.
وفي مداخلته مع معالي الوزير، أشار الدكتور عبد الرحمن عاصي، رئيس مجلس إدارة النادي الاجتماعي للجالية المصرية بسلطنة عمان، إلى أهمية وضع قيود للحد من مخالفات التأشيرات السياحية، بما يعزز من تنظيم أوضاع الجالية ويحد من التحديات التي تواجهها. كما استعرض مقترح النادي بإقامة منتدى اقتصادي مصري عماني موسع، يهدف إلى تعزيز فرص العمل والاستثمار بين البلدين. وأكد عاصي أن دعم وزارة الخارجية لهذه المبادرة يمكن أن يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، بما يحقق المصالح المشتركة.
كما أضاف المهندس خالد الشال، نائب رئيس النادي، في مداخلته مع معالي الوزير، إشادة بجهود الوزارة في رقمنة الخدمات القنصلية، واصفًا إياها بالمشروع العظيم جدًا، داعيًا إلى تعجيل تنفيذه بسفارة مصر في سلطنة عمان لما له من فوائد هامة لإنجاز معاملات أبناء الجالية. كما تحدث عن أهمية إيجاد نظام للمعاشات والتأمينات للمقيمين بالخارج، مؤكدًا على ضرورة تطوير هذا الجانب الحيوي بما يتناسب مع احتياجات المصريين العاملين بالخارج.
تطوير الخدمات القنصلية
استعرض معالي الوزير خطة الوزارة لتطوير منظومة العمل القنصلي من خلال التحول الرقمي، بهدف تسهيل المعاملات القنصلية وتقليص الزمن اللازم لإنجازها. وأوضح أن الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية نجحت في رقمنة كافة الخدمات القنصلية، بما في ذلك استخراج وتجديد جوازات السفر، مما أدى إلى تقليل المدة الزمنية اللازمة لهذه الخدمات إلى بضعة أيام فقط.
كما كشف عن مشروع إنشاء مركز مجمع للأوراق الثبوتية بالتعاون مع وزارة الداخلية، والذي سيمكن المصريين بالخارج من استخراج بطاقات الرقم القومي وشهادات الميلاد والزواج وغيرها من الوثائق بسهولة. ويهدف هذا المشروع إلى تيسير حياة المصريين بالخارج وتوفير الوقت والجهد.
رد الوزير على المداخلات
رد معالي الوزير على مداخلتي الدكتور عبد الرحمن عاصي والمهندس خالد الشال، حيث أبدى إعجابه الشديد بمقترحاتهم، مؤكدًا أن الوزارة تعمل بجدية على تحقيق هذه المقترحات بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وتوجيهات القيادة السياسية برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأثنى معاليه على أهمية هذه الأفكار التي تلامس احتياجات الجالية المصرية في سلطنة عمان، مشيرًا إلى حرص الوزارة على تضافر الجهود لتسريع تنفيذ مشروع رقمنة الخدمات القنصلية ودعم إقامة المنتدى الاقتصادي المصري العماني الموسع بمشاركة النادي وأبناء الجالية.
مبادرات لدعم المصريين بالخارج
تطرق معالي الوزير إلى العديد من المبادرات المخصصة لخدمة المصريين بالخارج، مثل توفير منصات تعليمية عن بعد للطلاب في البلدان التي لا تتوفر بها مدارس مصرية، بهدف تعزيز ارتباطهم بالوطن. وأشار أيضًا إلى الجهود المبذولة لتقديم تسهيلات في مجال الإسكان، حيث يتم توفير وحدات سكنية بخصومات كبيرة للمصريين الذين يسددون بالدولار، بالإضافة إلى فرص استثمارية في الأراضي الزراعية وأراضي البناء.
وأكد معالي الوزير أن القيادة السياسية أولت اهتمامًا خاصًا بتحسين تسهيلات تحويلات المصريين بالخارج، حيث تم إطلاق تطبيقات مثل “إنستا باي” لتسهيل عمليات التحويل بدون رسوم إضافية أو فروق في سعر الصرف، مما يعكس الحرص على خدمة المصريين في الخارج.
في ختام اللقاء، قام الدكتور عبدالرحمن عاصي، رئيس مجلس إدارة النادي الاجتماعي للجالية المصرية بسلطنة عمان، بتقديم درع تذكاري لمعالي الوزير الدكتور بدر عبد العاطي، تعبيرًا عن تقدير الجالية لزيارته وجهوده في تعزيز الروابط بين مصر وأبنائها في الخارج.
بهذا اللقاء، أكد معالي الوزير على دور وزارة الخارجية والهجرة كجسر للتواصل بين الوطن وأبنائه بالخارج، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تعكس الالتزام المستمر بدعم الجاليات المصرية في مختلف دول العالم.
منتدى الأعمال والقداس المجيد
بعد ذلك، توجه معالي الوزير لحضور منتدى الأعمال المصري العماني المشترك، الذي يعد منصة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. يهدف المنتدى إلى جذب الاستثمارات وتوسيع آفاق الشراكات الاقتصادية بين الشركات المصرية والعمانية في مجالات متعددة تشمل الصناعة، التجارة، والطاقة. وقد شهد المنتدى نقاشات مثمرة تناولت فرص التعاون المستقبلي.
كما حضر معالي الوزير قداس عيد الميلاد المجيد بكنيسة مار مينا الأرثوذكسية المصرية بمسقط، حيث قدم التهاني للأخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد. وكان ذلك بحضور مجلس إدارة الجالية وأعضاء السفارة، مما يعكس روح الوحدة الوطنية التي تجمع بين أبناء الشعب المصري داخل الوطن وخارجه.
خلال القداس، نقل معاليه تحيات وتهاني فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أبناء الجالية القبطية، مؤكدًا على روح الوحدة الوطنية التي تجمع المصريين بمختلف طوائفهم على الدوام.
مقطتفات مصورة من اللقاءات ( من مصادرها المختلفة )