في مشهد رياضي من الصعب تكراره، وبلغة الإنجاز التي لا تعرف المستحيل، استطاع منتخب الجالية المصرية في مسقط أن يحقق ثلاثية تاريخية في موسم رياضي واحد، ليثبت للجميع أن الإرادة والعمل الجماعي والدعم المستمر قادرين على صنع المعجزات. فقد تمكن الفريق من التتويج بـكل البطولات في موسم 2024/2025، ليصبح بذلك أول فريق جاليات في التاريخ يحقق هذا الإنجاز المذهل. بطولة سوكا الجاليات، وبطولة الجاليات نسختين متتاليتين، إضافة إلى المشاركة المرموقة في كأس العالم سوكا عمان لكرة القدم السداسية (سوكا عُمان)، ليخطف أنظار العالم ويضع اسم مصر في أعلى القمم.

 

نهائي تاريخي وفوز عريض ونتيجة كبيرة جداً

استطاع منتخب الجالية المصري تحقيق انتصار تاريخي على منتخب الجالية السودانية الشقيق وفاز عليه فوزاً عريضاً بعشرة أهداف مقابل ثلاثة فقط حقق بهذا الفوز الكبير لقب بطولة الجاليات بمسقط والتي ينظمها نادي الجالية الأردنية سنوياً وبهذا الفوز التاريخي استطاع المنتخب أن يجمع كل البطولات المحلية التي شارك فيها خلال العام الرياضي 2024 / 2025م.

الجدير بالذكر أن المنتخب صعد للنهائي بعد تجاوزه كل منتخبات الجاليات التي قابلها بنتائج كبيرة ورائعة تليق بهذا المنتخب الكبير الذي سيطر على عرش كرة الجاليات بسلطنة عمان.

 

الجهاز البارع: بين الفن التكتيكي والروح الجماعية 

لم يكن هذا الإنجاز ليكتمل دون التألق الكبير لمدرب الفريق وجهازه الفني والإداري الذي أثبت حرفيته العالية وذكاءه التكتيكي. لم يكن مجرد مدرب، بل كان قائدا حقيقيًا، مدركًا تمامًا كيفية تحويل كل لاعب في الفريق إلى قطعة متكاملة في لوحة فنية مليئة بالإبداع. خطط الجهاز الفني التكتيكية وتكامله أظهرت انضباطًا عسكريًا وروحًا رياضية عالية، حيث دمج بين السرعة، التمريرات الدقيقة، والضغط العالي على الخصم، مما جعل الفريق يتحول إلى ماكينة لا تتوقف.

 

انسجام اللاعبين: ملحمة فنية داخل المستطيل الأخضر

أما عن اللاعبين، فكانوا أبطالاً بمعنى الكلمة. لم يكن مجرد فريق، بل كان تناغمًا بديعًا بين مختلف الخطوط، من الدفاع إلى الهجوم. كل لاعب كان يقدم أفضل ما لديه، ليس من أجل نفسه فقط، ولكن من أجل الوطن الذي حملوا اسمه على أكتافهم. من الدفاع الصلب الذي لا يتزعزع، إلى الوسط الذي يتحكم في إيقاع المباريات، وصولاً إلى الهجوم الذي كان يزلزل شباك الخصوم. في كل مباراة، كانوا يثبتون أن القوة الحقيقية في الانسجام الجماعي، حيث كانت روح الفريق أكثر من مجرد كلمات، بل حقيقة يتنفسها كل لاعب على أرض الملعب.

الدعم القوي من نادي الجالية المصرية 

ولا شك أن النجاح الكبير جاء بعد دعم مادي ومعنوي استثنائي من نادي الجالية المصرية في مسقط، الذي كان بمثابة العمود الفقري للفريق. حيث وفّر النادي كل سبل النجاح للفريق، من أحدث التجهيزات الرياضية إلى الاستشارات الفنية. لكن الأهم من ذلك كان الدعم المعنوي الدائم من مجلس إدارة النادي، الذين كانوا دائمًا في صف الفريق، يشجعونهم ويحفزونهم في الأوقات الصعبة، ما منح اللاعبين دافعًا إضافياً للقتال في كل مباراة وكأنها معركة مصيرية.

 

الجماهير هي كلمة السر

كل تلك كانت عوامل أساسية لنجاح أي فريق ولكن ليس معناه أن يكون هو البطل لأن شخصية البطل يستمدها الفريق من جماهيره، نعم لقد كانت الجماهير من أبناء الجالية المصرية هي كلمة السر ومفتاح كل بطولة فدعم الجمهور اللامحدود لفريقه وثقته فيه، فقد كانت الجماهير عبارة عن لوحة فنية إبداعية في كل مباراة وكانت هي الطاقة التي والدافع وراء بناء شخصية البطل، فالجمهور المصري دائماً وأبداً هو الذي يصنع شخصية البطل لمنتخباته وفرقه وهو مفتاح الفوز وكلمة السر الذي يفتح أبواب البطولات.

 

الإنجاز الثلاثي: بين الإصرار والفرحة لا توصف 

وفي واحدة من أروع القصص الرياضية على مستوى فرق الجاليات، كان موسم 2024/2025 شاهدًا على تحقيق ثلاثية تاريخية، فالفريق بدء الموسم بفوز مستحق في بطولة سوكا الجاليات، ليكمل بعدها مشواره الناجح بالصعود لدور ال 16 ببطولة كأس العالم لسداسيات كرة القدم (سوكا عمان)، مما جعل الجميع يترقبون النتيجة النهائية. وختامًا للموسم، جاء الإنجاز الأعظم بفوز الفريق بـ بطولة الجاليات، وهو ما كان بمثابة تتويج لكل التضحيات، وكل الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون والإدارة.

الجدير أن المشاركة في كأس العالم سوكا عمان لكرة القدم السداسية بمثابة إضافة جديدة لقيمة الفريق، حيث أثبت الفريق للعالم أنه قادر على المنافسة على أعلى المستويات، وأنه لم يعد مجرد فريق جاليات، بل قوة رياضية محترفة.

ختامًا: هذا الإنجاز ليس نهاية، بل بداية 

ما تحقق في موسم 2024/2025 هو ثمرة جهد طويل وتخطيط استراتيجي لم يأت صدفة، بل كان نتيجة عمل جماعي متكامل بين المدرب، اللاعبين، نادي الجالية المصرية، والسفارة المصرية في مسقط. هذا النجاح العظيم هو شهادة على أن الإرادة والتعاون يمكن أن يحققا المستحيل، وأن مصر قادرة على فرض اسمها في أي مكان بالعالم. وبلا شك، فإن هذا الإنجاز سيكون نقطة انطلاق لمزيد من النجاحات في المستقبل، وسيظل الفريق حاملًا لراية الرياضة المصرية في كل المحافل الدولية.